VNR-Compendium_Background

خطة التنمية المستدامة والاستعراضات الوطنية الطوعية

خطة التنمية المستدامة لعام 2030 التي اعتمدتها الدول الأعضاء في الأمم المتحدة في عام 2015 هي برنامج عمل متكامل للإنسان والأرض، ولتحقيق الازدهار والسلام، وتعزيز الشراكة العالمية. ولم تقف الخطة عند حدود أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر المرجو تحقيقها بل تخطتها لتضع مجموعة من المقاصد والمؤشرات لرصد التقدُّم على مسار تنفيذ كل من تلك الأهداف. والتزمت دول العالم بأن "تتحمل [...] المسؤولية الرئيسية عن أنشطة المتابعة والاستعراض على كل من الصعيد الوطني والإقليمي والعالمي، في ما يتعلق بالتقدُّم المُحرَز في تحقيق الأهداف والغايات" (الفقرة 47 من الخطة)، وذلك في إطار طوعي وفعّال وتشاركيّ وشفاف ومتكامل.

يضطلع المنتدى السياسي الرفيع المستوى المعني بالتنمية المستدامة بالدور المركزي في رصد أنشطة المتابعة والاستعراض على الصعيد العالمي. ويُعقد في نيويورك خلال شهر تموز/يوليو من كل عام، ويكون تحت رعاية المجلس الاقتصادي والاجتماعي في كل دورة وتحت رعاية الجمعية العامة كل أربعة أعوام. ويُصدَر عدد من التقارير لمتابعة سير العمل في تنفيذ خطة عام 2030 عالمياً، منها تقرير أهداف التنمية المستدامة وتقرير الأمين العام عن التقدُّم المُحرَز نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وتُصدِر الأمم المتحدة تقرير التنمية المستدامة على الصعيد العالمي كل أربعة أعوام وهو يتناول الجوانب العلمية السياساتية للتنمية المستدامة. 

وعلى مستوى المنطقة العربية، يشكِّل المنتدى العربي للتنمية المستدامة الآلية الإقليمية الرئيسية لدعم تنفيذ ومتابعة واستعراض خطة عام 2030. وتنظِّم الإسكوا المنتدى سنوياً بالتعاون مع جامعة الدول العربية ووكالات الأمم المتحدة العاملة في المنطقة العربية، وتُصدِر التقرير العربي للتنمية المستدامة كل أربعة أعوام بالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة العاملة في المنطقة العربية.

content-image

وتقع الاستعراضات الوطنية الطوعية في صلب هذا الإطار، أداة لرصد لرصد التقدُّم على مسار تنفيذ خطة عام 2030، ووضع التقارير حول تحقيق أهداف التنمية المستدامة والمقاصد والمؤشرات المتعلقة بكل منها. وتضمّنت الخطة في الفقرة 74 منها دعوة إلى الاسترشاد في هذه الاستعراضات بمبادئ منها العمل بالنَّهج التشاركي والاستناد إلى الأدلّة، والتركيز على الناس، ومراعاة الاعتبارات الجنسانية، واحترام الحقوق، والاهتمام بالفئات الأشد فقراً وتعرُّضاً للخطر والإهمال.

ويمكن للاستعراضات أن تكون أداةً لتحفيز وتسريع عمل الحكومات والمجتمع المدني على حد سواء، على تنفيذ خطة عام 2030، وفرصةً لتصحيح مسار العمل والسياسات، ومواءمة الأولويات الوطنية مع أهداف التنمية المستدامة.

والاستعراض ليس مجرد تقديم تقرير للمنتدى السياسي الرفيع المستوى، بل هو عملية متواصلة وواسعة، فغالباً ما تساهم، من خلال تفعيل آليات التنسيق بين مختلف الهياكل المؤسسية، في إطلاق حوار وطني بشأن أولويات التنمية وإحداث تغيير إيجابي في التخطيط التنموي وإعداد الموازنة العامة. وفي بعض البلدان، ساهم إعداد الاستعراض في ترسيخ النَّهج التشاركي بين الحكومة ومختلف أصحاب المصلحة. وقد عملت بعض البلدان على تكرار تجربة الاستعراض على المستوى دون الوطني، إذ عمدت إلى توطين أهداف التنمية المستدامة في المحافظات أو البلديات وإصدار تقارير سُمِّيت بالاستعراض المحلي الطوعي. 

وبحلول عام 2023، كان قد قُدِّم 330 استعراضاً وطنياً طوعياً إلى المنتدى السياسي الرفيع المستوى منها 35 استعراضاً من 21 بلداً عربياً.